Friday 2 July 2010

الفكر و القلب و الروح ...هل يمكن أن نوفق بينهم ؟

الفكر و القلب و الروح ...هل يمكن أن نوفق بينهم ؟ أقتبس لكم ماقيل في هذا الصدد من الأديب جبران خليل جبران في رسائله الأدبية إلى مي زيادة... مع تعديل بسيط جدددددددددااااااا

يا مي


لنتخاصم ما شئنا وشاء الخصام, فأنت من طرابلس وأنا من طبرق , ويبدو لي أن المسافة إرثية! ولكن مهما جرى في أيامنا الآتية علينا أن نبقى ناظرين إلى وجهينا حتى تمرّ الغمامة.

أنت أقرب الناس إلى روحي , أنتِ أقرب الناس إلى قلبي ونحن لم نتخاصم قط بروحينا أو بقلبينا.لم نتخاصم بغير الفكر والفكر شيءٌ مكتسب , شيءٌ نقتبسه من المحيط , من المرئيات , من مآتي الأيام . أما الروح والقلب فقد كانا فينا جوهريين علويين قبل أن نفتكر.

وظيفة الفكر الترتيب, وهي وظيفة حسنة ولازمة لحياتنا الاجتماعية ولكن لا مكان لها في حياتنا الروحية القلبية . يستطيع الفكر " الجليل" أن يقول " إذا تخاصمنا في المستقبل يجب ألا نفترق" , يستطيع الفكر أن يقول كلمة واحدة عن المحبة لا يستطيع أن يقيس الروح بمقاييس كلامه ولا يستطيع وزن القلب بموازين منطقه.

أحبُّ صغيرتي, غير أنني لا أدري بعقلي لماذا أحبها, ولا أريد أن أدري بعقلي.يكفي أنني أحبها. يكفي أنني أحبها بروحي وقلبي, يكفي أنني أسند رأسي إلى كتفها كئيباً غريباً مستوحداً فرحاً مدهوشاً مجذوباً , يكفي أن أسير إلى جانبها نحو قمة الجبل وأن أقول لها بين الآونة والأخرى " أنتِ رفيقتي , أنتِ رفيقتي".

يقولون لي يا ميّ أنني من محبّي الناس, ويلومني بعضهم لأنني أحب جميع الناس , نعم , أحب جميع الناس, وأحبهم بدون انتخاب وبدون غربلة, وأحبهم كتلةً واحدة , أحبهم لأنهم من روح الله (ونفخ فيه من روحه) ولكن لكل قلب قِبلة خاصة , لكل قلب وجهة ذاتية يتحول إليها ساعات انفراده , لكل قلب صومعة يختلي فيها ليجد راحته وتعزيته,لكل قلب قلب يشتاق إلى الاتصال به ليتمتع بما في الحياة من البركة والسلامة أو لينسى ما في الحياة من الألم.

شعرتُ منذ أعوام بأنني وجدت وجهة قلبي , وكان شعوري حقيقة بسيطة واضحةً جميلة... هي في أيماني بالله .. هي في لحظة سجودي الطويلة ...هي في أقترابي من خالقي (و أسجد و أقترب)... نعم أعترف بأننا كلنا بحاجة لهذا الإقتراب لتصفى أنفسنا وننسى همومنا و ننسى إيذاء أخواننا من البشر .. حين أختلي بنفسي و أناجي ربي .... وأجد سكينة نفسي ...يامي ياصديقة روحي أقول لك طبقي نصيحة الرب لتهنأ نفسك
(يا مريم اقنتي لربك و اسجدي و اركعي مع الراكعين)

ها قد بلغنا ساعةً متأخرة من الليل ولم نقل بعد سوى القليل القليل مما نريد أن نقوله. الأفضل أن نتحدث ساكتين حتى الصباح . وعند الصباح ستقف صغيرتي المحبوبة بجانبي أمام أعمالنا الكثيرة . وبعد ذلك, بعد إنقضاء النهار ومشاكله , سنعود ونجلس أمام هذا الموقد ونتحدث.

والآن الله يباركك , والله يحرسكِ


جبران

No comments:

Post a Comment